September 15, 2008

فندق مينا هاوس







البداية مع فندق مينا هاوس كانت في ستينات القرن التاسع عشر، حينما أراد الخديوي إسماعيل عاشق الجمال ومهديه حتى يومنا هذا للقاهرة، أن يبني لنفسه وعائلته استراحة مميزة عند هضبة الاهرامات بالقرب من صحراء أبو رواش، لا لأنه يحب الاهرامات ورؤية أبو الهول فقط، لكنه أراد أن يبني مكاناً يستريح فيه عندما يقرر القيام برحلات الصيد في الصحراء. فبنى قصراً على مساحة 40 فدانا وأحاطه بحدائق رائعة كانت كواحة في قلب الصحراء، وظل القصر كذلك مجرد استراحة للخديوي وأصدقائه، حتى كان عام 1869 الذي شهد احتفال مصر بافتتاح قناة السويس، ذلك الحفل الذي دعا له الخديوي إسماعيل ملوك وكبار الشخصيات في أوروبا وكانت على رأسهم الملكة أوجيني، التي لا يخفى اهتمام الخديوي بها الى الحد الذي جعله يعد من استراحة هضبة الهرم الخاصة به، قصراً تنزل به ملكة فرنسا إذا ما أرادت زيارة الاهرامات، خوفاً عليها من مشقة العودة الى قصرها الذي كان قد اعده لإقامتها بالقاهرة الذي تحول هو الآخر لفندق عريق هو فندق الماريوت القائم بحي الزمالك. ومن الطرائف التي تحكى عن الخديوي إسماعيل أنه أمر بتمهيد الطريق المؤدي الى الأهرامات من الفندق وبه نوع من الميل، حتى إذا ما سارت العربة التي تجرها الخيول وبها الخديوي وبجواره الملكة أوجيني مالت الأخيرة على الخديوي، لتجد نفسها ومن دون قصد منه، مستندة على كتفيه! وعلى الرغم من فخامة تأسيس القصر، وملكيته لأحد حكامها، إلا أنه وفي سابقة لم تتكرر مع قصر من قصور العائلة العلوية في مصر، بيع القصر في عام 1883 بعد أربع سنوات من عزل الخديوي إسماعيل عن حكم مصر وتولية الخديوي توفيق. كان المشتري أحد الاثرياء الانجليز وكان يدعى السير فريدريك هيد، الذي أعجب بالقصر وموقعه عندما زار المنطقة هو وزوجته، وجذبهما له ما يحيط به من آثار هي قبلة العالم حتى الآن، بالإضافة الى كونه أحد أملاك الخديوي إسماعيل الذي كان مشهوراً لدى الأوروبيين وقتها، بحث الزوجان عن اسم للقصر الجديد، وكانا في حيرة من أمرهما حتى أشار عليهما أحد أصدقائهما باستحضار روح التاريخ فيما يطلقانه عليه من أسماء، فاقترح عليهما أن يطلقا على المنزل اسم «الملك مينا موحد القطرين في مصر الفرعونية، وهكذا صار القصر يدعى «مينا هاوس» أي منزل مينا. وليظل الاسم مرتبطاً بالقصر حتى بعد تحوله لفندق عريق

No comments:

Post a Comment