December 27, 2009

المرأة الجديده






منذ بداية الجامعة الأهلية، تم إنشاء قسم نسائي فيها. قسم يتم فيه تدريس مواد خاصة لترقية ثقافة النساء
وعندما تحولت الجامعة إلى جامعة حكومية عام ,1925 اعتمد ‘’أحمد لطفي السيد’’ كلية المصريين لتضم البنين والبنات . لم يعلن قبول الطالبات في الصحف حتى لا يثير الحكومة والرأي العام، وتم قبول سبعة عشر طالبة في عام 29 في كليات العلوم والآداب والطب والحقوق

لكن هل مرت العاصفة بهدوء؟

بالطبع لا .. في العام 1932 نشرت جريدة الأهرام صورة طه حسين وحوله عدد من الطلبة والطالبات، فقامت القيامة. قدم نائب في البرلمان استجواباً لوزير المعارف وقد نشر الصورة دليل على ‘’عدم احترام الشعور الديني والآداب القومية’’. خصوصا وأن الوزير قد صرح بأنه لا يسمح ‘’بالاختلاط الجنسي’’ في معاهد التعليم. انتهت الزوبعة برد الوزير الذي أكد أن الصورة تم التقاطها في نادي طلبة الجامعة، وأن الإدارة قد نبهت على الطالبات بعدم دخول هذا النادي

ولم يكن أمام أولى الأمر سوى تقبل الأمر الواقع وهكذا عرفت الجامعة الجيل الأول من الجامعيات الذى ضم نعيمة الأيوبى المحامية وسهير القلماوى وفاطمة خليل وزهيرة عبدالعزيز وفاطمة سالم وأمينة السعيد من الآداب، وكوكب حفنى ناصف وتوحيدة عبدالرحمن فى كلية الطب، ولطيفة النادى التى أصبحت المرأة الأولى فى ممارسة الطيران
وعندما تزايد وجود الفتاة المصرية فى الجامعة، لم تستطع القوى المحافظة الاعتراض، فقد تغير الوعى الاجتماعى تغيرا جذريا، وجاوز المجتمع الذى مسه سحر ثورة 1919 أحلام قاسم أمين الذى لم يتخيل إمكان دخول «المرأة الجديدة» الجامعة التى أسهم فى إنشائها، ومات قبل أشهر قليلة من افتتاحها

فإذا بثورة تحقق ما فاق آماله، وتكون فتاة مثل سهير القلماوى (1911ــ1997) أولى الطالبات الملتحقات بكلية الآداب التى قبلت فى قسم اللغة العربية بها، سنة 1929، فكانت الفتاة الوحيدة بين أربعة عشر زميلا، ظلت تتفوق عليهم، إلى أن حصلت على درجة الليسانس عام 1933، ودرجة الماجستير 1937 ثم الدكتوراه عام 1941، فكانت أولى الحاصلات على هذه الدرجة فى العالم العربى كله وسبقت بذلك زميلتها عائشة عبدالرحمن ــ بنت الشاطئ (1912ــ 1998) التى حصلت على الليسانس عام 1939، والماجستير عام 1941، والدكتوراه عام 1950

No comments:

Post a Comment